معلومات عن فريق ملهم التطوعي، قد لا يعرفها الجميع
البداية:
بدأنا الفريق طلابًا جامعيين، لا نملك أدنى فكرة عمّا تعنيه المصاريف الإدارية، ومستلزمات التشغيل، والرواتب! وكان كل ما نحتاجه؛ ننفقه من جيوبنا، فسيارة متطوع ما، هي سيارة للفريق، ومنزل شاب ما منا؛ هي مكتب نعمل به، ومصروفنا الشخصي، هو ذاته ما ننفقه لنزور مريضًا ما!
واستمر الحال هكذا، حتى تأسيس موقعنا الإلكتروني وترخيص الفريق في تركيا.
المصاريف الإدارية:
عندما أردنا ترخيص الفريق وتوسيع العمل، اكتشفنا ما هي المصاريف الإدارية، وأجور المحاسب، والمشاور القانوني، عرفنا أن هناك مصاريف تشغيلية، وهناك بدلات تطوع ومكافآت ينبغي إعطاؤها للمتطوعين الذين حملوا على عاتقهم مهامّ كبرى!
وكان نصيبنا أن نتعرف على متبرع استمر بدعم كل مصاريفنا الإدارية، من عام 2015 وحتى بداية عام 2020، مقابل شرط واحد؛ هو أن نصرح بجميع التبرعات الواردة والصادرة للفريق من خلال ملف الشفافية، وبالفعل هذا ما حصل! واستمر هذا الحال، حتى تضاعفت التبرعات لتبلغ 4-5 مليون دولار سنويًا، وبالتالي؛ تضاعف الإشراف على إنفاقها ونقلها وإدارتها، وازدادت الحاجة لزيادة الكوادر التنفيذية، ولم يعد المتبرع قادرًا على تغطية المصاريف..
لذلك؛ أعلنا عن تخصيص نسبة إدارية ٣٪ من التبرعات الواردة لتغطية المصاريف الإدارية للفريق، وتم إضافة تبويب على موقعنا الالكتروني يظهر عند كل تبرع، مع جملة " هل تريد المساهمة في الدعم الإداري لتطوير قدرات فريق ملهم ونموه؟"
الرواتب:
دفعنا ذلك، لزيادة المتطوعين المتفرغين بشكل كامل للعمل بفريق ملهم، لأن سنينًا من العمل التطوعي ودون مقابل، بالطبع استنزفت طاقات متطوعين كثر! ومن غير المعقول، أن يساعدوا سواهم، وهم يعجزون عن تأمين احتياجاتهم الأساسية بالحد الأدنى..
ولذلك، تعتبر رواتب فريق ملهم الأقل، بين كل المنظمات المشابهة، مما يسبب صراعًا نفسيًا عندما يرى العامل في فريق ملهم، موظفًا في منظمة أخرى، يتقاضى راتبًا أعلى.. ويشغل مكانًا وظيفيًا أدنى! وبشكل ما، كان هذا التحدي؛ عاملًا في نجاح الفريق
بعد البدء باقتطاع المصاريف الإدارية وزيادة كوادرنا التنفيذية في المشاريع والبرامج والمراقبة والتقييم والإدارة والمالية، ارتفعت قدرة الفريق على جمع التبرعات والتنفيذ وانتقلنا من ميزانية ٤ مليون $ سنويا إلى ١٠ مليون $ في ٢٠٢٠ و ١٢ مليون $ في ٢٠٢١، وبدأنا بأنواع جديدة من المشاريع التنموية والمستدامة غير الاسعافية أو الاغاثية كقسم المأوى الذي نرى بداية قطف ثماره في هذه الأيام.
كلمة تطوعي:
فريق ملهم بضم أكتر من 450 عضو حول العالم، أقل من 100 منهم موظفين.
لدينا أقسام قائمة على التطوع بشكل كامل، مثل:
أقسام الترجمة للتركي والألماني والانجليزي. علمًا أنه ولولا جهودهم في ترجمة النصوص والاستمارات للدول التي يتم توثيق المبالغ لها، فليس هناك حالة يمكن مساعدتها.
هناك متطوعون وطلاب جامعيون في تركيا، ينفذون 20% من ميزانية الفريق السنوية؛ ما بين كفالات الأيتام والحالات الطبية والانسانية، وهناك متطوعون في قسم التصميم والميديا، يقدمون خدمات إبداعية بالمجان، وهناك متطوعون في أوروبا وكندا وفلسطين يقومون بحملات جمع تبرعات ب "ملايين" الدولارات، وهناك من هو مسؤول عن ترخيص الفريق والبنوك الرسمية، بشكل تطوعي كامل ودون تقاضي أي مبلغ مالي.
وهناك، الفكرة الأساسية الجميلة التي بدأ بها الفريق، وهي تسخير جهود الشباب في كل العالم بشكل تطوعي لخدمة أهلنا السوريين والمحتاجين، والتي صار لزامًا علينا أن نضع موظفين متفرغين لمتابعة مهام مفصلية وتنفيذية بالفريق والمشاريع، والتي لا يحتملها أي متطوع.
بعد كل ذلك، كيف نمحو كلمة "التطوعي" ؟
لا! بل نفخر بكل متطوع وعامل في هذا الفريق..
في النهاية، رسالة للمشككين:
من بدايتنا، نحاول خلق تجربة سورية في العمل الإغاثي والانساني تكون قريبة من الشعب واحتياجاته، شفافة باسلوب حياتها وتصرفاتها في العلن مثل السر، مستقلة بالقرار وتستمد قوتها من قوة دعم الناس لها ومحبتهم، وتحقق نتائج واقعية، وقد حوربنا طوال هذه السنين بشتى الوسائل والطرق، لكن؛ ما زلنا مستمرين بهدفنا تجاه عملنا وقضيتنا ومبدؤنا لم ولن يتغير.
أما أهلنا بالمحرر وبكل مكان بهالعالم،
نأسف لكل يوم يمرّ وأنتم تعانون، نأسف لأننا نعيش بأمان وأطفالكم خائفون، نأسف لوضعكم الاقتصادي ولأننا أكملنا دراستنا؛ في أيام خسر فيها كثير منكم دراسته وعمله ومنزله، وأهله ومدينته..
في كل يوم نعمل، لنردً جزءًا من دينكم، لنؤمن واقعًا أفضل لكم، لنخلق فرصًا تنهي معاناتكم، ونعرف أننا مهما فعلنا؛ سنبقى مقصرين!
لكن.. أعطونا الفرصة لنثبت لكم وللعالم كله، أن أبناء هذه البلاد، يعمّرونها من جديد💙
Yorumlar
Yorum Gönder