القائمة الرئيسية

الصفحات

 قصة جحا والحمار


اراد جحا وابنه ذات أن يسافرا إلى بلاد بعيدة...وكانت وسيلة التنقّل في ذلك الوقت الحمار أو الحصان...فالغنيّ يشتري حصانًا ...وقليل المال يشتري حمارًا ....فاشترى جحا حمارًا وركب عليه هو وابنه وبعد مسير قليل دخلا قرية فقال أهلها : يا لهما من عديمَي رحمة يركبان على الحمار معًا من دون رأفة بحال هذا الحمار المسكين ..!!! وعندما سمع جحا هذا الكلام قرّر أن يركبا الحمار هو وابنه بالتّناوب فكان دور جحا أوّلًا فركب ونزل ابنه يقود الحمار فدخلا قرية أخرى وعندما شاهدوا جحا يركب الحمار وابنه يسير على قدميه قالوا : ياله من أب ظالم يركب هو ويترك ابنه يُنهكه التّعب...!!! فنزل جحا وترك ابنه يركب.... وبعد مسير قليل دخلا قرية ثالثة وعندما شاهد أهلها الابن يركب على الحمار...والأب يسير على قدميه قالوا : ياله من ابن عاقّ... يركب هو ويترك أباه يسير على قدميه...!!! عندها نزل الابن والأب عن الحمار فما كان منهما إلا أن حملا الحمار على أكتافهما ودخلا قرية جديدة فقال أهلها : يا لهما من مجانين يحملان حمارا بدلا من أن يركباه !!!  وبعد أن سمع جحا هذا الكلام جنّ جنونه وقرّر أن يبيع الحمار، وباعه وأكملا طريق السّفر وحيدين .


والعبرة من هذه القصّة أنّ الإنسانَ عليه ألّا يُعير كلام النّاس اهتمامًا بالغًا كما فعل جحا في قصة جحا والحمار وابنه فالنّاس مُتعدّدو الآراء والأذواق وإذا أراد الواحد أن يرضي النّاس فإنّه سيتعب ويصيبه الإرهاق، فالأمر الذي قد يُعجب بعض النّاس قد لا يعجب بعضهم الآخر وإذا أراد الإنسان أن يرضيَ جميع النّاس فإنّه سيخفق لا محالة وسيكون الخاسر الوحيد في هذه الحال ، فـ "إرضاء الناس غاية لا تدرك"



Yorumlar

To know all new

Unlimited Excellence
close